لكصيبه 21 أغسطس 2022 - أكد فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء مسألة سيادة وأمن قومي وهو الذي يجسد الاستقلال الحقيقي لأي بلد، مضيفا أن الزراعة رافعة تنموية وأساس قوي لكل نهضة.
وأشار سيادته في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء على هامش زيارته أمس السبت لمزرعة قرية دار السلامة التابعة لمقاطعة لكصيبه، إلى ضرورة استغلال التساقطات المطرية الجيدة هذا الموسم لتحقيق زيادة معتبرة في الإنتاج الزراعي خصوصا الزراعة الموسمية التي شهدت انخفاضا ملحوظا مؤخرا رغم توفر السدود والمساحات الخصبة و الشاسعة، مؤكدا استعداد الدولة لبناء السدود وتكوين الكادر البشري و توفير المعدات و السياج و المدخلات الزراعية المختلفة.
وقال إن كميات مياه الأمطار الموسمية الهائلة يمكن استغلالها لخلق فرص عمل ولتوفير حاجيات القرى من الغذاء، وبيع الفائض مما يوفر ثروة اقتصادية مهمة تعود بالنفع على الوطن والمواطن.
وأكد سيادته على ضرورة قيام السلطات الإدارية والمواطنين والجهات القضائية بالعمل على إنهاء النزاعات العقارية التي تعطل استغلال مساحات صالحة للزراعة، بحيث تبحث الادارة عن طريقة للبت بين المواطنين في مثل هذه النزاعات وإذا ما تعذر ذلك على القضاء أن يقول كلمته لصالح أحد الطرفين لأن تعطيل استغلال سد أو مناطق خصبة لا ينبغي لحاجة البلاد لجهود مواطنيها وخاصة في الإنتاج الزراعي.
وحث رئيس الجمهورية الشباب على القيام بتحفيز المواطنين وتوعيتهم بأهمية الزراعة وأن يستغلوا أجواء العطل السنوية في تشجيع السكان على الإنتاج الزراعي وممارسة النشاط الزراعي في أوقات فراغهم بمناطقهم الأصلية، مبرزا أنه إذا نهضنا جميعا مع استصحاب هذا الإحساس سنحقق نتائج معتبرة لصالح هذا القطاع الحيوي الهام.
وأشار سيادته إلى وجود ارتباط عضوي في بلادنا بين المزارعين والمشتغلين في التنمية الحيوانية، مؤكد ضرورة توثيق عرى المودة والتآخي وحسن الجوار بينهما.
وتلقى فخامة رئيس الجمهورية خلال زيارته للمزرعة شروحا حول واقع هذه المنشأة الزراعية التي تتم فيها زراعة عدة أنواع من الحبوب والخضروات، مستفسرا عن النواقص وأهم العراقيل المطروحة عند المزارعين فيها.
وتعهد فخامته بتلبية كل المطالب العالقة في أسرع وقت ممكن تثمينا لجهود أبناء هذه القرية .
وقد شارك فخامة رئيس الجمهورية خلال زيارته للمزرعة العمل مع المزارعين ميدانيا في خطوة رمزية بالغة الدلالة بشأن محورية تشجيع الزراعة ومضاعفة الانتاج.
وتشكل مزرعة قرية دار السلامة التابعة لمقاطعة لكصيبه مثالا حيا على تضحية أبناء القرية بالوقت و الجهد و المال لتحقيق حلمهم في مجال تأمين تصدير الحبوب و الخضروات للأسواق المحلية في ولاية كوركول و المناطق المجاورة لها .
وتعتمد هذه المزرعة التي تبلغ مساحتها 5 هكتارات على الامطار الموسمية، وقد تم تجهيزها واستصلاحها بتعاون نموذجي من أبناء القرية مع تأطير وتكوين من طرف المدرسة الوطنية للتكوين والارشاد الرزاعي بكيهيدي وحصلت على عدة مساعدات فنية ولوجستية من طرف المندوبية الجهوية للزراعة بالولاية.
وقد شهدت برامج عمل المزرعة توسعا كبيرا لاستغلال مجمل هذه المساحة خلال الموسم الحالي وذلك بعد سنوات من إهمال أجزاء منها بسبب قلة الإقبال على الزراعة ومواسم الجفاف النسبي نتيجة انحسار الأمطار وخاصة خلال العامين الماضيين.
و قد عبر المزارعون في قرية دار السلامة عن سعادتهم بهذه الزيارة التي اعتبروها تاريخية حيث أكد المزارع صمبيت ولد محمد و هو رجل طاعن في السن يتوكؤ على عصاه أن هذه الزيارة بثت فيه روح الحماس و سيعتبرها بمثابة جرعة معنوية ستحفزه على مضاعفة الجهود لتحقيق الأفضل.
أما المزارع ابراهيم جالو فقد اعتبر هذه المناسبة بمثابة ميلاد جديد لسد هذه القرية الوادعة موجها نداءه لجميع السكان بالجد و المثابرة لصناعة نهضة زراعية كبرى تناسب حجم الاهتمام الرسمي بمشروعهم الواعد .
