ترأس فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مساء اليوم الخميس بمدينة النعمة مهرجانا شعبيا حاشدا، خاطب من خلاله سكان ولاية الحوض الشرقي، معبرا عن سعادته بالزيارة وشكره لساكنة الولاية لما حظي به من حسن استقبال، ولما يعكسه الحشد الكبير للمهرجان من حضور لجميع مكونات الولاية.
وأوضح فخامة رئيس الجمهورية أن هذه الزيارة تأتي للوقوف على أوضاع الولاية والإصغاء لاهتمامات المواطنين والاستماع لآرائهم حول القضايا الوطنية بصفة عامة وما يتعلق منها بالولاية التي تحظى باهتمام خاص تمثل في إعطائها الأولوية في المشاريع التنموية، وهو ما تجسد في تخصيص 100 مليار أوقية قديمة لبرامج التنمية المحلية.
واستعرض فخامة رئيس الجمهورية الحالة العامة للبلد، مؤكدا أنها “جيدة”، كما أن وضعيته الأمنية “ممتازة وتحت السيطرة الكاملة”، مشيرا إلى أن بلدنا حاضر على الساحة الدبلوماسية وعلاقته الدولية والإقليمية ممتازة ومكانته محفوظة ومقدرة والمؤسسات الجمهورية تعمل بانتظام.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن الجهود المبذولة في تطوير الإدارة وإرساء التهدئة السياسية ومكافحة الغبن والاقصاء وتعزيز اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية باتت تتحسن بشكل مستمر.
وأشار فخامته إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ برامج تنموية استراتيجية كبرى ستستفيد منها الولاية بشكل واسع، ومن أبرزها مشروع خط الأمل الكهربائي.
وفيما يلي النص الكامل للخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين
مواطني الأعزاء؛
سكان ولاية الحوض الشرقي؛
سعيد بزيارة ولايتكم الجميلة، وأشكركم على الاستقبال الرائع الذي يعبر عما اشتهرت به الولاية من حسن الضيافة والكرم الأصيل، كما أشكركم على هذا الحشد الكبير وهذا الحضور المتميز الذي يعكس جميع مكونات الولاية شبابا ونساء ومنتخبين وأطرا وفاعلين اقتصاديين وسياسيين. كما أن هذ الحضور يعبر عن اهتمام بالشأن العام ويجسد أكثر من ذلك أيضا ثقتكم وأملكم في مشروعنا المشترك، مشروع الإصلاح والبناء الذي على أساسه منحتموني ثقتكم سنة 2019 وجددتم نفس المنح سنة 2024 فشكرا لكم.
إن زيارتي اليوم لكم هي فرصة لأحدثكم عن الأوضاع العامة للبلد، لكنها تهدف أكثر من ذلك إلى التداول معكم حول قضايا الحوض الشرقي، والوقوف على أوضاع الولاية مقاطعة مقاطعة، والإصغاء لاهتماماتكم والاستماع لآرائكم حول القضايا الوطنية والقضايا المتعلقة بالولاية بصفة أخص.
وفيما يخص الحالة العامة للبلاد أبشركم بأن أوضاع بلدنا جيدة لله الحمد، ووضعيته الأمنية ممتازة وتحت السيطرة الكاملة بفضل الله، وبلدنا حاضر على الساحة الدبلوماسية وعلاقته الدولية والإقليمية ممتازة ومكانته محفوظة ومقدرة والمؤسسات الجمهورية تعمل بانتظام.
كما أن جهودنا في تطوير الإدارة ومحاربة الفساد تتحسن يوما بعد يوم، وجهودنا متواصلة في ترسيخ التهدئة السياسية ومكافحة الغبن والاقصاء وتعزيز اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
لقد كنت وما زلت مقتنعا بعدم وجود مسوغ للصدام بين النخب السياسية، فيمكن أن تختلف برامجهم المجتمعية ورؤاهم السياسية في ممارسة الديمقراطية، لكن الخلاف في الرأي لا يبرر التخوين والقطيعة، ونحن متفقون أن المصلحة العامة يعطيها الشرع والقانون الأولوية، كما تقدمها الفطرة السليمة على المصالح الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة، وهو ما جعلني أطلب من الأطراف السياسية أن تتواصل فيما بينها من أجل الاتفاق على تنظيم حوار وطني يعالج القضايا الكبرى للبلد، وتنتج عنه تفاهمات وطنية حول هذه المواضيع التي تهم البلد والتي تعتبر من كبريات المواضيع التي تهم كل بلد.
وفي هذا الإطار تشاورت مع الأحزاب السياسية أغلبية ومعارضة ومع المرشحين للانتخابات الرئاسية الأخيرة، ثم قمت باستدعائهم وعينت منسقا كلفته بالتواصل مع جميع الأطراف من أجل جمع مقترحاتهم حول مواضيع الحوار المشار إليها، والمواضيع التي يجب أن يتطرق لها والأطراف التي ستشارك فيه والمنهجية التي يجب أن تتبع لإنجاحه وآليات الإشراف التي يجب اتباعها، واستلمت من المنسق مؤخرا تقريره النهائي حول المرحلة التحضيرية، وعندي أمل كبير أن يشارك في هذا الحوار أكبر عدد ممكن من الأطراف السياسية وأن يتوج بإجماع حول القضايا والإصلاحات الكبرى من أجل تقوية الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية.
أما بخصوص الوضعية الاقتصادية للبلد فهي جيدة وتتحسن باستمرار، فمنذ ثلاث سنوات ومعدل النمو الاقتصادي يتجاوز 6 بالمائة خلال سنوات 2022 و2023 و2024.
ودائما في وضعية البلد، فإن الأسواق الوطنية يتم تموينها بشكل طبيعي والأسعار مستقرة لله الحمد، وقد قطعنا أشواطا معتبرة في تحسين الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة، ومن شواهد التقدم الحاصل فيها مضاعفة مشاريع المياه الكبيرة في “إديني” الذي يساهم في تموين مدينة نواكشوط بالماء، وفي بلنوار الذي يغذي مدينة نواذيبو بالماء، وفي آفطوط الشرقي الذي يتميز بساكنة كثيفة من الأسر الضعيفة، وكذلك في منطقة الظهر في هذه الولاية.
كما تم حفر أكثر من ألف بئر ارتوازي، وتم بناء 4 محطات كهربائية بقدرة 650 ميغاوات وتم مد آلاف الكيلومترات من خطوط الجهد العالي واقتناء عشرات المولدات الكهربائية وبناء أكثر من 5000 فصل دراسي واكتتاب أكثر من 13 ألف مدرس ورفع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي التي كانت تستوعب 20 ألف طالب واليوم أصبحت تستوعب 50 ألف طالب وكذلك بالنسبة للطاقة الاستيعابية لمؤسسات التكوين المهني التي كانت تكوّن 4000 شخص من الشباب أصبحت اليوم تكون بفعل المعاهد والمدارس الموجودة 20 ألف شخص، كما تم إنشاء وتشييد العديد من مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات التكوين المهني.
كما تم بناء وتجهيز 137 نقطة صحية و14 مركزا صحيا ومستشفيين جهويين، وقريبا إن شاء الله ستنتهي الأشغال في توسعة مركز الاستطباب الوطني وفي ثلاث مستشفيات جهوية، كما ستنتهي الأشغال أيضا في أكثر من 40 مركزا صحيا و100 نقطة صحية، وسيتم إن شاء الله قريبا بدء الأعمال في المستشفى الجامعي سلمان بن عبد العزيز وفي مستشفيين جهويين وفي ثلاثة مستشفيات مقاطعية وفي توسعة أربعة مستشفيات أخرى، هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ولا يعني هذا أن كل شيء على ما يرام وأنه لا توجد نواقص، فهناك نواقص وتحديات مازالت قائمة ونعمل يوميا من أجل رفع هذه التحديات والتغلب عليها، ومن أمثلة هذه التحديات على سبيل المثال ضرورة زيادة تحسين الخدمات الأساسية في التعليم وفي الصحة وفي الكهرباء التي ذكرنا سابقا، ما قيم به عمل جبار، لكن يبقى دون المطلوب، ولا بد من زيادته. كما أن أهمية تعزيز البنى التحتية بصفة عامة وزيادة تطوير قطاعاتنا الإنتاجية واستغلال كافة مواردنا الطبيعية من أجل زيادة القيمة المضافة وخلق المزيد من فرص العمل، وكذلك زيادة تطوير إداراتنا ومؤسساتنا وتعزيز نظامنا الديمقراطي، هذه كله ما زال يعتبر من ضمن التحديات القائمة.
وبخصوص ولايتكم، ولاية الحوض الشرقي، أشير إلى أنه بحكم أهميتها وحكم موقعها الاستراتيجي المتميز خصص لها نصيبا معتبرا من هذا الجهد الاستثماري الوطني الهام الذي تحدثت عن جزء منه، ودليل ذلك أنه تم فيها استثمار ما يناهز 100 مليار أوقية قديمة، وقد مكن هذا الاستثمار في الولاية من بناء أكثر من 400 حجرة دراسية وبناء وتجهيز عشرات النقاط الصحية وحفر أكثر من 159 بئرا ارتوازيا وتجهيز عشرات النقاط المائية، وبناء عشرات السدود الزراعية الكبيرة والحواجز المائية وبناء أكثر من 120 محطة رعوية وحظيرة تلقيح، وإعادة تأهيل مصنع الألبان في النعمة وإنشاء مزرعة البهكة والحظيرة النموذجية في تمبدغة وعشرات نقاط تجميع الألبان في الولاية، وتم كذلك البدء في العمل فيما يزيد على 440 كلم من الطرق المعبدة في الولاية، وهذه الطرق تم تشييد 190 كلم منها بالفعل ويستمر العمل في تشييد 246 كلم منها من بينها الطريق الرابط بين تمبدغة والنعمة، وكما تعلمون لم يتبق منها سوى ما يزيد قليلا على 30 كلم، ونتيجة لتأخر هذا المقطع قررنا سحب ما تبقى من الشركة المنفذة له وإسناد تنفيذه لشركة جديدة من أجل التسريع بإنهاء ما تبقى من هذا المحور الطرقي.
وفيما يخص طريق آمرج عدل بكرو، ونظرا للتأخر الكبير الحاصل في تنفيذها، فقد تم سحب ما يزيد على 40 كلم من الشركتين المنفذتين وسيتم منحه لشركة أخرى لإنجازه بالسرعة المطلوبة لتعويض ما ضاع من وقت، فيما تم الإبقاء على 30 كلم من طول الطريق البالغ 76 أو 77 كلم في عهدتهما وقد بدأت الأعمال فيه تتقدم إذ تم وضع الطبقات الإسفلتية فيما يصل إلى 10 كلم.
وفيما يخص طريق الأمل لا شك أننا مرتاحون جميعا لإعادة تأهيل هذا الطريق الذي يعتبر أهم طريق في الوطن لأنه يوفر المؤن من العاصمة لجميع الولايات التي يمر بها، هذا الطريق الذي كان متهالكا أصبح سالكا ولم يبق منه سوى 30 كيلومترا.
وفي مجال الاتصالات يجري العمل بوتيرة جيدة جدا على مشروع كبير لتوفير شبكة الاتصال في المناطق الحدودية والذي بدأ من ولد ينج باتجاه فصاله ليتجه بعد ذلك مباشرة إلى انبيكت لحواش.
ويشكل هذا المشروع المرحلة الثانية بعد تلك التي بدأت من الحدود الغربية على المحيط الاطلسي باتجاه ولد ينج وقد اكتملت وتم تسليمها، ويتقدم العمل في المرحلة ويتوقع أن يتم تسليمه خلال أشهر قليلة.
من هذه الحصيلة أيضا ما تم في المجال الاجتماعي التي استفاد منها آلاف الأسر في هذه الولاية على شكل تحويلات نقدية وعون غذائي ومشاريع مدرة للدخل.
سكان الحوض الشرقي؛
إنني مدرك جيدا، أنه على الرغم من هذه الجهود التي بذلت، مازالت هنا في الولاية قرى معزولة ولم تصلها الخدمات الأساسية، ومازالت دون ما نأمل أن تصل إليه، وأعرف كذلك أن الوضعية الأمنية على الحدود صعبة وفيها كثير من المخاطر ورغم ذلك أطمئنكم وأؤكد لكم أن ولايتكم مؤمنة، ولله الحمد، وستظل آمنة ومستقرة كسائر ولايات الوطن، كما أن علاقات الأخوة التي تجمع السكان على طرفي الحدود وكرمكم الأصيل جعل من واجبكم استقبال اللاجئين وتقاسم ما تمتلكونه من مواد معهم كما تتقاسمون رصيدا كبيرا من الأخوة وحسن الجوار، ولا شك أن ذلك خلق ضغطا على ظروفكم المعيشية والحركة التنموية عموما، وهذا يفرض تحديات لكنه يحتاج في نفس الوقت قدرا من التأني والواقعية، فإخواننا وجيراننا في حرب، والحروب لها آثار جانبية سلبية، وحدودنا وسكاننا متداخلة بعضها مع بعض ولذلك يجب أخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار حتى نكون واقعيين أكثر.
وأؤكد لكم أن تنمية ولايتكم مهم وأساسي عندنا، وهو بالنسبة لنا هدف استراتيجي لابد من تحقيقه، وسيتحقق وتتحول هذه الولاية بفضل الله وبجهودنا جميعا إلى قطب مزدهر.
ولا شك أنكم حضرتم أو سمعتم أو شاهدتم اليوم انطلاق المرحلة الأولى من البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية، الذي خصص فيه لولاية الحوض الشرقي أكثر من 40 مليار أوقية قديمة.
وسيمكّن هذا البرنامج من:
– بناء أكثر من ألف حجرة دراسية، ستُنجز 592 حجرة منها في المرحلة الأولى.
– بناء سبعة مراكز صحية، سيُنفذ منها ستة في المرحلة الأولى.
– بناء ثلاثٍ وأربعين نقطة صحية، ستُنجز اثنتان وعشرون منها خلال المرحلة الأولى.
– حفر وتجهيز أكثر من مئة وخمسين نقطة مياه جديدة، منها أكثر من ثمانين نقطة في المرحلة الأولى.
– تجهيز وبناء شبكات مائية لتسع وستين نقطة مائية كانت موجودة دون تجهيز، سيُنفذ منها عشرون نقطة في المرحلة الأولى من هذا البرنامج .
– مضاعفة إنتاج مشروع الظهر للمياه ليصل إلى عشرين ألف متر مكعب.
– تزويد ثمانٍ وثلاثين قرية بالكهرباء، منها خمسٌ وثلاثون قرية ستُستفيد في المرحلة الأولى.
– اقتناء أربع مولدات كهربائية كبيرة لبعض المدن الكبيرة في الولاية التي تعاني نقصًا في الكهرباء.
– تشييد تسعة سدود زراعية كبرى، سينجز ستة منها في المرحلة الأولى.
– تشييد أكثر من ثمانمئة حاجز مائي، وتسييج أكثر من مئة مزرعة.
– إنشاء سبعٍ وستين حظيرة للتلقيح، وثلاث عشرة محطة رعوية.
وسيتم فك العزلة عن ثلاث مناطق تعاني من الانقطاع.
وفي مجال دعم الشباب سيتم تكوين ألفين وخمسمئة شاب وشابة، إضافة إلى تمويل مئة مشروع صغير.
وهنا أدعو الشباب للعمل من أجل المشاركة في بناء وتقدم الولاية والبلد بشكل عام، فمن المؤسف أن تتوفر الفرص على المستوى الوطني في المشاريع التنموية ومع ذلك لا يكون العمل فيها على المستوى المطلوب.
كما سيتم إطلاق برنامج تنموي كبير ستنفذه المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر” في الولاية، إلى جانب تعزيز وتوسيع تدخلات مفوضية الأمن الغذائي.
بالإضافة إلى هذا البرنامج الاستعجالي الذي تحدثنا عنه سابقا أشير إلى أننا نشتغل على برامج تنموية استراتيجية ستستفيد منها الولاية بشكل كبير، ومن أبرز هذه المشاريع خط الأمل الكهربائي، الذي سيربط نواكشوط بالنعمة، وسيحلّ مشكلة الكهرباء بشكل نهائي على طول طريق الأمل، وهو السبب في تسميته بهذا الاسم. وقد اكتملت دراسة المشروع وتوفّر تمويله الذي تبلغ كلفته ثلاثمئة مليار أوقية قديمة، وسيتم قريبًا اختيار الشركات المنفذة وإطلاق الأشغال.
كما يوجد برنامج آخر مهم لدى الحكومة يهدف إلى استغلال الثروة الحيوانية الكبيرة في الولاية، لتكون مركزًا وطنيًا رئيسيًا لإنتاج الألبان.
وسيتم في عام 2026 إطلاق أشغال تعبيد طريق تمبدغة – بوصطيلة – أمرج، كما تم في وقت سابق التقدم في دراسة طريق ولاته انطلاقًا من طريق النعمة – انبيكت لحواش، غير أنه بعد التقدم في الدراسة تبيّن أنه لا يحقق فكّ العزلة بشكل نهائي، ويجري الآن العمل على إيجاد مسار بديل يضمن استفادة جميع السكان على طول الخط.
إن ما تم إنجازه، وما هو قيد التنفيذ، وما هو مبرمج من مشاريع تنموية لصالح هذه الولاية سيفتح آفاقًا واسعة، وإذا أُحسن استغلالها فستُسهم إسهامًا كبيرًا في تحسين الظروف المعيشية للسكان وخلق تحولٍ اقتصاديٍّ واجتماعيٍّ واعد.
إن استغلال هذه الإمكانات لن يكون ناجحًا ولا ناجعًا من دون تضافر جهود سكان الولاية وتوحيدها لخدمة التنمية، مؤكّدًا أن الحكومة تمنح الولاية أولوية خاصة واهتمامًا بالغًا، وأنه رغم ما شهدته من تأخرٍ في التنمية خلال فترات سابقة، إلا أن بالإمكان تعويض ذلك من خلال العمل المشترك والتشاركي.
إن العمل التشاركي هو السبيل لتحقيق النتائج، من خلال إشراك المواطنين عبر منتخبيهم ووجهائهم، ونحن نمدّ أيدينا إليكم للمساهمة في تنمية ولايتكم، ولنمضِ سويًا نحو تسريع وتيرة التنمية فيها، عبر مزيدٍ من التعبئة والاستعداد ومواكبة الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي نقوم بها في إطار مشروعنا الوطني المشترك.
فلولا قناعتكم بهذا المشروع في عام 2019، لما منحتمونا ثقتكم آنذاك، وها أنتم تجددونها اليوم في عام 2024، ونحن مستمرون في الوفاء بتعهداتنا.
إن من واجبنا جعل رابط المواطنة فوق جميع الروابط القبلية أو العرقية أو الفئوية، فيجب أن نبذ الاعتبارات الاجتماعية الوهمية والتعصب القبلي أو الجهوي، ولا يعني إهمال الاهتمام بالمناطق، بل الاهتمام بها بالمفهوم الإيجابي الذي يخدم المصلحة العامة.
إنه من الواجب أن يقف الجميع صفًا واحدًا في وجه هذه الممارسات والخطابات الضارة، فذلك هو السبيل لتعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ الانسجام بين أبناء الوطن الواحد، لأن هذا البلد لجميع أبنائه ويسعهم جميعا دون استثناء.
وأدعوكم مجددا للإقبال على التعليم لأنه لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة أو تحولٍ اجتماعي إيجابي دون تعليمٍ جيد، كما أحث على العمل والإنتاج واستغلال الفرص التي ستتيحها حركية المشاريع الجارية في الولاية، لأن العمل شرفٌ كما تعلمون، وهو بوابة التغيير الإيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات.
إنني على يقين بأنكم، بتوحدكم، وإقبالكم على التعليم والعمل، وبالتعبئة وبمواكبتكم لما تقوم به الحكومة من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، قادرون على دفع ولايتكم نحو مزيد من النمو والتطور والازدهار، وسيتم ذلك بحول الله وقوته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.


