أعلن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الاثنين من مدرسة لمرابط إبراهيم (أباه) ولد محمد الأمين، بمقاطعة تيارت بنواكشوط الشمالية، افتتاح العام الدراسي 2023 – 2024، وذلك خلال حفل نظم بهذه المناسبة.
وتجول فخامته في بعض فصول هذه المؤسسة التعليمية وقدم له طواقمها باسم الأسرة التربوية تحية عرفان بالمجهود المبذول لترقية العملية التربوية، معبرين عن استعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل ترقية أداء مؤسساتنا التعليمية.كما استمع فخامته من حناجر تلاميذة هذه المدرسة إلى النشيد الوطني في أداء احتفالي رائع.
وزار فخامة رئيس الجمهورية، خلال حفل الافتتاح، المعرض المنظم من قبل الوزارات ذات الصلة بالتعليم، حيث اطلع على الإنجازات التي تحققت في قطاع التهذيب الوطني خلال السنوات الأربع الماضية من بنية تحتية واكتتابات وتحسينات مادية ومعنوية للمدرسين، إضافة إلى إبراز أعداد الكتب المدرسية التي تم توزيعها خلال هذه الفترة والبرامج المنفذة في مجالات التأطير التربوي.
وأبرز المعرض التطور الحاصل على مستوى التعليم ما قبل المدرسي من حيث الزيادة في المنشآت التعليمية وأعداد الأطفال المسجلين، ونوعيات ومجالات التكوينات المنظمة لصالح الفتيات، إضافة إلى ما حظي به الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من دعم ورعاية.
واشتمل المعرض على لوحات أبرزت التطور المسجل في مجال التعليم الأصلي من خلال الاهتمام الذي حظيت به المحاظر ومراكز التكوين المهني، إضافة إلى الأدوار التي تلعبها جامعة العلوم الإسلامية والمحظرة الشنقيطية والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
كما تضمن لوحات استعرضت الانجازات ذات الصلة بترقية وتطوير التعليم على مستوى قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي، والتشغيل والتكوين المهني، والتحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة.
وجرى خلال الحفل عرض فيلم مصور تم خلاله تقديم أسماء المتفوقين في المسابقات الوطنية، والطواقم التربوية المتميزة، والجوائز المادية والمعنوية التي حصلوا عليها تقديرا لجهودهم في إنجاح العام الدراسي المنصرم.
ونوهت رئيسة جهة نواكشوط، السيدة فاطمة بنت عبد المالك، في كلمة بالمناسبة، باشراف فخامة رئيس الجمهورية شخصيا على انطلاقة العام الدراسي، وهو ما يعبر عن اهتمام سيادته بالمنظومة التربوية وحرصه على تجسيد مضامين المدرسة الجمهورية على أرض الواقع.
وقالت إن جهة نواكشوط، وانطلاقا من إدراكها لكون العدالة الاجتماعية والمساواة وتعزيز اللحمة الوطنية، ونظرا لأهمية التعليم في تقدم البلدان وتطورها وتنميتها، عملت على المساهمة في تعزيز المنظومة التعليمية من خلال إنشاء منصات للتعليم لصالح مترشحي شهادة الباكلوريا، وتكريم التلاميذ المتفوقين والأستاذة والمؤسسات التعليمية المتميزة، وتأهيل ثلاث مؤسسات تعليمية، والعمل حاليا على تأهيل تسع أخرى، وتسييج وتشجير الساحات المدرسية.
وكان عمدة بلدية تيارت، السيد أحمد ولد عل، قد عبر في كلمة قبل ذلك، باسم ساكنة البلدية، عن تثمينه وتقديره الكبير لاختيار رئيس الجمهورية مقاطعة تيارت منطلقا للافتتاح الرسمي للعام الدراسي الجديد.
وأشاد بحرص رئيس الجمهورية وإصراره على الرفع من مستوى منظومتنا التربوية، وهو ما تجسد في العناية الفائقة التي يوليها لقطاع التهذيب الوطني والإصلاح التعليمي، بدءا بخارطة طريق إصلاح القطاع التي صادقت عليها الحكومة، مرورا بمسار التشاور الوطني على المستوى الجهوي والوطني بمشاركة جميع الفاعلين والشركاء المهتمين بقطاع التعليم، والذي توج بالقانون التوجيهي الذي صادق عليه البرلمان.
وأشاد بما تحقق من إنجازات ملموسة في مجال البنى التحتية المدرسية، وبالعناية الكبيرة التي حظيت بها الأسرة التربوية تشجيعا وتكريما واكتتابا، مما مكن من تحقيق نجاحات كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن المدرسة الجمهورية التي تعبر نحو عامها الثاني تعتبر إحدى المرتكزات الأساسية للإصلاح التعليمي المنشود، وأداة فعالة لتعزيز اللحمة الاجتماعية وترسيخ قيم المواطنة، وهي الأمل في الوصول إلى مدرسة عمومية حديثة تعد أجيال المستقبل وتؤهلهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن في ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يعرفه عالم اليوم.
أما رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب، السيد أحمد ولد أسقير، فقد أوضح أن العام الأول من عمر المدرسة الجمهورية، الذي كان بمثابة التمرين، مكن الأسرة التربوية الكبيرة من تشخيص النواقص وتحديد نقاط الضعف التي يلزم التغلب عليها؛ لتسير المدرسة الجمهورية، كما أراد لها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مشيرا إلى أن هذا العام تمكن فيه كل أبناء موريتانيا، بغض النظر عن أي اعتبار كان، من الجلوس على طاولة واحدة، تحت سقف واحد، يتبادلون مشاعر الطفولة البريئة الحالمة؛ ويتعلمون أن وطنهم واحد وأن مصيرهم واحد وسيدركون مع الوقت أن مستقبلهم بأيديهم هم وحدهم: هم من يخطط له وليس غيرهم.
وقال إن الآباء تغمرهم الفرحة وهم يواكبون هذا المشروع التاريخي الذي سيتعزز – لا محالة – بما تم إنشاؤه هذه السنة من مؤسسات تربوية، وبما تم اكتتابه من أساتذة ومعلمين، في ظروف طبعها تخصيص صندوق لدعم الكتاب المدرسي.
وثمن عاليا نظام المتابعة والتقييم بالوزارة المسمى ب “سيراج”، الذي تمكن من ربط المؤسسات التعليمية وطواقمها بالوزارة، فصار من المتاح متابعة الحضور والغياب وسير الدروس ومدى توفر الكتاب المدرسي، مطالبا بدمج آباء التلاميذ في هذه الشبكة؛ من خلال منح كل واحدا منهم رقما للدخول، مما يمكنهم من إشراكهم في العملية التربوية.
جرى حفل الافتتاح بحضور معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، ورئيس الجمعية الوطنية، ورئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية، والوزير المستشار برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الشمالية، ورئيسة جهة نواكشوط، وعمدة بلدية تيارت، وبعض القادة العسكريين والأمنيين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في موريتانيا.